قبل التفكير في اتفاقية رياض ثانية .. أريد أن أسأل .. أين ذهبَتْ اتفاقية الرياض الأولى في نوفمبر 2019؟ وماذا تنفّذ منها؟
رأيتُ حرائق جدة البارحة وسمعت مناشدات ونداءات وتوسلات التحالف للعالم طوال الليل بالتدخل!
ما كان أغناكم عن ذلك لو كنتم تعقلون!
مناشداتكم البارحة تلك هي بالضبط خلاصة ونتيجة 7 سنوات من التخبط وسوء النيّة وتدمير مقدّرات اليمن قصداً وعمداً!
لماذا تناشدون العالم؟
المُفترَض أن تناشِدوا أنفسكم قبل ذلك!
ماذا فعلتم واقترفتم خلال سبع سنوات؟
ألَم تضربوا الجيش الوطني بالصواريخ مراراً وتكراراً؟ لماذا فعلتم ذلك!
ألَم تُقسّموه إلى ثلاثة جيوش متضاربة:
أحزمة وساحل ومأرب!
ولكلٍ مرجعية وقيادة وأمير!
وبينما تؤرّقُ مأساةُ اليمن زعماء العالم كله نجدكم مشغولين سهرانين على استضافة وترفيه الكتَبَة ومذيعي القنوات ومخبِري اللجنة الخاصة!
وتطلقون عليه مؤتمر الرياض!
وتتحدثون عن مؤتمرٍ ثانٍ للفرقاء اليمنيين!
وتريدون أن يصدّق اليمنيون أنكم في الطريق لاستعادة الدولة والبلاد!
تذكّروا أنكم حاصرتم مأرب قبل أن يحاصرها الحوثي!؟ كان حصاراً غير مُعلن! سحبتم الأسلحة ومنعتم المرتبات مراراً وتكراراً وما تزالون
واليوم تناشدون العالم أن ينصفكم من الحوثي!
وتدعون فجأةً لمؤتمر حوار بين الفرقاء!
أي سياسي من الدرجة العاشرة يُدرِك أنّ نتائج أي طاولة حوار بين الفرقاء هي في النهاية انعكاس لنتائج الميدان وموازين قواه!
السياسة موازين قوى وليست مآدب عشاء وتبويس لحى!