هذا هو المعنى الحقيقي لكل لحظة من لحظاتك لحظة مقاومة،فحتى وهو يصلي الجمعة وقد أجتمع خلق كثير لم يفوت هذه الفرصة فحدثهم وأكد القضية في أرواحهم ووضعهم أمام الصورة، ووضح الصورة لهم..
القيادة ليست وظيفة، ودوام، وبرتوكولات رسمية فقط، للمنصب حقه وللقائد بقية الوقت، لا لا ..!
القيادة في نظر طارق أن كل لحظة من لحظاته معركة، إيمان وهدف، وغاية كبرى فالنضال لا يقف ودورته متواصلة من كرسيه الى الشارع، الى المسجد، وببدلته، وببزته، وبلبسه الشعبي، وبكل منحى، ووجهة..
عندما وصل الرياض في المشاورات لم يفوت الفرصة، تحدث وألتقى بالجميع، بل وألقى كلمته عبر الأثير الى قواده ورجاله بالساحل، وحول المشاورات الى حركية مثمرة،ثم إنتقل،والى عدن،فلم يقف.. قام باشياء كثيرة،لا يمكنه الجلوس هكذاً دون أن ينجز أي شيء وأقل ما فعله في عدن أن رتب لإفطار جماعي لجرحى مقاومة عدن، بذكرى تحرير عدن، وضخ إيمان جديد للذكرى المجيدة .. وعاد القائد نائب رئيس مجلس القيادة الى المخاء .. لم يعرف أحد ذلك .. الصورة من تحدثت .. إلتقى بقادة الألوية،وتحدث..
إلتقى بقادة محور حيس .. قادة محور البرح..بالسلطة المحلية في مديريات تعز للساحل الغربي .. زار مشفى ٢ ديسمبر .. صلى مع الناس وحدثهم من على المنبر .. إلتقى بالسلطة المحلية للحديدة .. بالوجاهات الإجتماعية .. بالأفراد .. الشخصيات .. بكل الناس .. حول الساحل الى مركز فاعل في الخارطة الوطنية ..
شاهدت ابناء المخاء يوم أمس وهم قبالته باللقاء معه .. خلق كثير .. وقلت : يجب على هؤلاء ألا يفرطوا بالطارق .. وضعهم في مكانهم الكبير .. حول المخاء رغم التهميش وكانت بذيل الحدث الى مبتدأ الحديث ..
وهذا ليس الآن فقط بل منذ قيادته قوات حراس الجمهورية .. وهو الفاعل الأول في الميدان ..
ذات مرة كتبت مقالاً عن دردشات كثيرة مع ابناء الساحل الغربي من المخاء الى حيس وحلمهم مقابلته، فقرأه وقال هذا إلزام في تكثيف الخروج للناس وفجأة ونحن في مجموعة من ابناء الساحل الغربي بلقاء تعارفي،جمع بين شباب من كل المديريات، حضر القائد، وجدوه وهو بينهم، تحدث لهم وعنهم ومعهم وألتقط لنفسه صورة معهم ثم غادر،فسألت أغلبهم : ما رأيكم ؟ ردوا بذهول وقالوا : هل هذا هو الذي يحدثوننا عنه ..!
قصدوا أن هناك تشويه ممض ضده، تخيلوه مصاص دم .. طاغية .. وليس طارق الذي حدثهم وقضى معهم بعض الوقت بكلامه .. أنذهلوا من القائد، وأعادوا تصوراتهم عنه..
قلت في نفسي بعد تسلمه مهام نائب قيادة المجلس الرئاسي أنه سيتفرغ لشيء أكبر وسينوب عنه من يدير القوة، ولن يستطيع موازنة مهامه هنا وهناك.. قلت ربما نفقده قليلاً .. ولكن أثبت عكس ذلك .. وجدناه بالمخاء أقرب مما كان عليه .. وأثبت لي وللجميع معنى أن تكون قائداً للناس.. كلما علوت صرت منهم أقرب، واطمئن قلبي..
القرب من الناس، هو الانتصار الحقيقي،ذات مرة كنت في زيارة لريف من ارياف المخاء ووجدت مشروعاً جديداً للماء .. بناء ومنظومات طاقة شمسية .. وخلت أن أية منظمة ما تكفلت به فسألتهم من قام بهذا المشروع فجاوبوني : العميد طارق .. شرحوا لي أنه خرج فجأة ومر من المنطقة وليس بنيته الا المرور فقط ثم وقف وألتقى ببعض الناس وعلم عن حاجتهم الماسة للمياه ثم اليوم الثاني بدأ العمل، وأصبح مشروع حياة.
وجدتني أكتب بعض المواقف من عشرات المواقف التي تخلده لأشرح معنى أن القيادة عمل فاعل وحالة متواصلة بكل لحظة في الميدان .. فما نعرفه ان القادة كلما تقلدوا المهام الكبيرة تعذروا بالمشاغل وأحتجبوا نهائياً عن الناس ويظهرون فقط ببرتكولات رسمية في بلاطهم الا طارق فقد زاد قرباً وتقرباً من الناس الذين شاركوه صنع هذه اللحظة الماجدة، يعلو فيعود الى المجتمع،فالعلو الحقيقي أن تخفض للناس ..
ذات مرة وأنا عنده قال لي نم يا قيسي،إترك السهر، لماذا لا تنام بالليل؟
أكد على نومي، لمعرفته أني ربيب السهر، فوعدته بذلك، رغم أنني بررت له أني أكتب وأعمل ليلاً اكثر، فقال لي : لا أريدك أن تفعل أي شيء ويكفي ان تنام ليلاً وتستيقظ الصباح .. بهذا التفصيل الصغير تظهر حقيقة القائد الذي يهتم بأدق تفاصيل أصحابه بل ويؤكد على نومك النوم الطبيعي فهو يحب من يستيقظ صباحاً ومعناه فكل فرد يستيقظ صباحاً معناه أنه سليم البنية والعقل، أدركت عمق نصيحة القائد،نصيحته الأبوية، وأن مهمة القائد أن يكون كل فرد فرداً فاعلاً في المجتمع،ولا يكون الفرد كذلك طالما يسهر .. وفعلا آخر الليل ولم أنم بعد أغلقت النت رغم فشلي بالنوم لكن عملاً بنصحه وأوامره ..
الحيوية هي كل شيء، قائد حيوي، وحري وواجب أن أكتب عن هذا الجانب الذاتي له وعن حيويته وتفاعله وتفانيه فهو ليس مجرد قائد يصدر الأوامر لتفعل، بل يقوم بالفعل والعمل لتقتدي به وتعمل، كما يعمل، هو أول من يفتح مساراً للناس، ولأصحابه، ولجنده..
يكفيه وجوده من قبل ومن بعده،وحضوره، فكل فرد يهذب من عمله وحياته كيلا يفقد إحترام القائد له اذا تصرف تصرفاً غير لائقاً فالقائد يدرك كل شيء، ويرى كل شيء،وهذه هذبت القوة، أن يقودك شخصاً تحاول وبكل جوارحك أن تكون بنظره رجلاً يعتد به وبهذه يحاول كل فرد أن يكون أفضل،وأن ينشط اكثر،هذا نزوع إنساني، لإثبات قيمة وجدارة لدى القائد، وهو القضية، فهذا هو حضوره..
ما أمجد أن تفكر قبل أي فعل خشية أن يدرك القائد ما فعلت فتتراجع، هنا القيادة الحقة،
الحضور في خلد كل أحد،وفرد، بكل لحظة