قراءة للمنع وسواه، كان غلط عارف جامل دعوته للمسيرة الحاشدة باسم المؤتمر في ذكرى تأسيسه دون ضمانة كاملة وتأكده من قدرته على فعل ذلك فالشيخ عارف جامل وإن أحترمته كشخص لكنه يتعامل بأحداث مفصلية بشهوة المفسبك الذي لا يمسك يده وكيبورده ..
هذا هو الغلط الذي نثر التوافق التعزي وأوجد مساحة كبيرة للجدل وتشظي الرؤى بعدما كادت تكون رؤية..
المؤتمر بيتنا الكبير،ولكن أكان صواباً أو خطئاً يعتبر واجهة،من واجهات الصراع،مؤتمر اصلاح،وإن كان هو الضحية فالعمل باسمه بهذه المرحلة يعني استدعاء الصراع ولذا كان ولابد من تقديم تنازلات فمن يقدم هذه التنازلات هو الأصح ولقد فعلها العميد طارق صالح في إعلانه للمكتب السياسي وفتح أفقاً جديداً يبدأ على الهوى الملحمي بعيداً عن صراعات الماضي وهذا ليس تخلياً عن المؤتمر بقدر ما هو صونا وحفظاً له وللمعركة الوطنية
حسناً، في ظل الصراع المحموم الذي حدث في شبوة إعلان المسيرة الحاشدة في تعز باسم المؤتمر غلطة والتراجع المفاجئ عنها غلطة فذلك الإعلان الترويجي أوضح قدر التوافق بين الساحل وتعز فإلى اللحظة لا تستطيع أن تقنع الناس أن جبهة الساحل الغربي ليست حزبية ومنعها كارثة كبيرة وان كانت عفوية فهي قد أعادت الفصل الذهني بين الجماهير الحزبية التعزية ..
سيناريوهات كثيرة، هل أراد عارف جامل نكاية بالمكتب السياسي اظهار شعبية المؤتمر أم أن الاصلاح أراد تمديد الصراع في شبوة الى تعز ونثر التوافق من خلف الستار وهل أراد عارف جامل بالمؤتمر وجماهيره إقناع رشاد العليمي بالدعم والاسناد وفق هذا التوجه وبدء مواجهة شرسة مع طارق صالح على تركة المؤتمر وهل كان رشاد العليمي أعقل من أن يكرر غلطة هادي،فهذه الحركة قد حدثت قبل ثلاثة أعوام،عند بدء تعالي وجود طارق في الساحل من إخراج مسيرة حاشدة ترفع صور هادي كونه رئيساً للمؤتمر خلافاً للوائح وهذا أحدث شرخاً كبيرا بين قيادات وقواعد المؤتمر في الداخل المحرر والخارج؟
لكن،الجرحى هم وسيلة الاصلاح لبعثرة أي شيء،في المدينة،لطرد محافظ،لإغلاق المؤسسات،لكسب أي شيء، يخرجونهم الى الشارع ويفركشون كل ما لا يعجب الحزب،وأرحم لحال الجرحى،وهنا يظهر دور الاصلاح الذي منع المسيرة الحاشدة باسم المؤتمر في ذكرى تأسيسه ويكون عارف جامل أداة المنع فأنت تعلن ونحن نمنع اذ لا يمكن اظهار منع تعز للمؤتمر و لابد من فعل إعلان مسيرة لتحدث ردة الفعل،والتوافق هو الضحية وكل المعركة..
أما بالنسبة للعميد طارق صالح كان أفهم الناس اذ قام بإعلان مكتبه السياسي بعيداً عن الصراع المحموم حول المؤتمر فجبهتنا وطنية ومكتبنا يمثل الخيار السياسي لحراس الجمهورية الثانية بعيداً عن وجع الصراع القديم وما حدث من اعلان ومنع يخص هؤلاء وحدهم الذين يزوبعون في حين أنتهى وقت الزوبعات،والى النهاية ..
لكن الأرجح من خلال مباركة الاصلاح رسمياً للتأسيس أنه العائق والذي بطريقته وبجرحاه منع اقامة الفعالية كما في سنوات سابقات
على عارف جامل أن يتعقل أكثر،وكلامي شخصي... وألا يكون بقصد أو غير قصد مطية للاصلاح ليحترق هو ويظهر الاصلاح بمظهر نظيف.