القبيلة في المحافظات المحتلة تقود دفاعاً شرساً وبنعومة ضد الهجمة الكهنوتية.
تحترق بصمت وهي تحاول الحفاظ على وجودها بهدوء، دون أن تستعدي المليشيات.
فمراد الكهنوت من استفزازاته إجبار كل قبيلة لرفع البندقية بوجهه فيوجه لهم تهمة التعاون مع العدوان ثم يقوم بحملات الإبادة.
والقبائل الذكية تفهم هذه اللعبة وتحاول بكل جهد توفير المناخ الملائم للبقاء: البقاء في المنتصف.. لسنا معك ولسنا ضدك.. فيبتدع الكهنوت ألف مشكلة ومشكلة لك لرميك إلى المحرقة، ويحصر الرجال بخانة التنازل عن الكرامة ولا أحد يقبل أن يتنازل عن كرامته فقد قبلوا أن يتنازلوا عن كل شيء.. عن المكانة وعن الحق وعن المشيخ.. وعن الكلمة الأولى بعمق قراهم.
ولكن كل ذلك لا يعجب الكهنوت فهو يريد أكثر من ذلك، يريد القضاء عليك وهيكلة المجتمع لصالح مستقبلة ولو أنك قدمت له كل شيء.
إما أن تموت وأنت معه فتفسح بموتك للمجتمع الذي يشكله وإما أن يدوسك وأنت لست ضده من أجل مجتمع أحلامه وإما أن يجبرك لمواجهته فيبيدك ويحقق حلمه في إحلال قبيلة كهنوتية، وتمكين الهواشم.. وتشكيل النسيج الذي يلائم طبيعة الخرافة وتسيد الولاية.
القبيلة وحيدة خاصة في المناطق الوسطى، وتحتاج للالتفاف