في المخاء فقط يشعر الانسان أنه بمعركة متصلة،بحركية دائمة، لا يضيع المرء لحظة من لحظاته الا وهو في قلب المعركة الوطنية،عملاً وفكراً وحياة مستقاة من الفاعلية والمعركة
تشعر في المخاء بالوطن الكبير،وأنت صحبة كل الناس من كل بلدة، فهذه اللحظة أنا مع تعز وإب وصنعاء وريمة وحجة،هذه اللحظة..
زرت مدن كثيرة،ضعت في الزحام،وكأن الزحمة تسرقك من واجبك وتقذف بك خلف هوامش كثيرة،تضيع بتفرعات الحياة،وتتلاشى قضيتك فالناس يأخذونك الى ديدنهم،يجبرونك على التماهي مع خياراتهم وهم الناس الذين يشعرون أن لا صلة لهم بهذه المعركة ويتأففون منك كلما حدثتهم عن هذه المعركة، وعن الواجب المقدس فالقدسية لأعمالهم وهذا صحيح ولا ألومهم ولكن تشعر بأنك صفر بفشلك أمام مجتمع تعجز عن تغييره وبعفويته يقوم بتغييرك ..
وفي تعز،مشكلة الجندي أن معسكره مدينته،وجوده بين الناس في عمق هوامشهم وقضاياهم وكل لحظة ممزوجة بمعركة الناس مع حياتهم أنسته المعركة الوطنية، في عدن كذلك ، وفي مدينة مأرب.
هنا التجسيد الحقيقي للمعركة الوطنية،الإنشغال الدؤوب بالقضية، والتماهي الكامل مع خيار الخلاص،الخلاص فقط، ولا شيء آخر .